كتبت جريدة النهار على موقعها الإلكتروني في 23 حزيران 2022 الآتي:
إنجازات اللبنانيين في الخارج لا تتوقّف. ففيما تسودّ الرؤية بوجه الكثيرين في لبنان، تخترق فسحة الضوء الأبيض هذه السوداوية لتضفي شعورًا بفخر كبير وبقلب أكبر بطاقات شبابنا.
في هذا السياق، استطاع فريق من طلاب الحقوق اللبنانيين التأهّل إلى نهائيات مسابقة أوروبية في المناظرة الدولية، ستُقام غدًا في جامعة لاهاي للعلوم التطبيقية. الطلاب مارك مرقص وأنطوان ضاهر وأندريا زمكحل، الذين يدرسون الحقوق في جامعة "القديس يوسف"، لفتوا أنظار جامعات أوروبية في مسابقة تُعنى بالقانون والعلاقات الدولية والعلوم السياسية والاقتصاد والصحّة، تحت مظلة الاتحاد الأوروبي في لاهاي – هولندا.
وكانت مشاركة لبنان في هذه المسابقة، لكونه من الدول الفرنكوفونية، إذ ستُجرى المسابقة باللغة الفرنسية في إطار عمل تعاون مع الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي والوكالة الجامعية للفرنكوفونية.
ضمّت المسابقة 32 فريقًا من عدة جامعات من مختلف البلدان الفرنكوفونية. وشارك الفريق اللبناني في المسابقة من المراحل الأولى إلى أن وصل إلى نهائياتها ليتبارز غداً بوجه فريق جامعة تور الفرنسية، في سابع مناظرة يقومون بها.
"أهمّ ما في وصولنا إلى المناظرة النهائية هو إظهار إمكانية #الشباب اللبناني وقدراته ومدى مثابرته ومكافحته رغم الظروف الصعبة الراهنة، لإظهار صورة لبنان الجميلة وتفوقّه أينما حلّ، ونحن نتشرّف بتمثيل جامعتنا وتمثيل لبنان في المحافل الدولية"، يقول مارك مرقص. فمكافأة هذا الفوز هي "اللقب، إذ يكفي أن يفوز لبنان ببطولة مناظرة تحت مظلة رئاسة الاتحاد الأوروبي".
عمل الفريق اللبناني بكدّ لأشهر "للوصول إلى هذا المكان"، بحسب مرقص. وقد شاركوا "لقيمة هذا الحدث المعنوية وكان تحدّياً لنا لأنّه استغرق وقتاً لتحضيره بالتزامن مع امتحاناتنا في الجامعة". واختار مسؤولو جامعة "القديس يوسف" الشباب الثلاثة لكونهم فازوا سابقاً ببطولات الجامعات في لبنان.
وقد سهّلت جامعة "القديس يوسف" الكثير، وعلى رأسها كلية الحقوق، و"لم يتركونا منذ اللحظة الأولى"، على حدّ تعبير مرقص. وكلية الحقوق في الجامعة، وفق مرقص"، تخرّج محامين قادرين على المنافسة مع أيّ جامعة من الجامعات الأخرى في العالم، ولتعليمها العالي فضل في ما وصلنا إليه، وإذا فزنا، فسيكون فوزنا للبنان وللجامعة".
وتكمن أهمّية وصول هؤلاء الشباب إلى هذه المراحل أيضاً، في أنّ المنافسة ستقع بين بلد عربي وبلد أوروبي تحت مظلة أوروبية. وذلك، "بحدّ ذاته يعطي دفعاً معنوياً هائلاً وكلّنا زخم لكوننا وصلنا إلى هذه المرحلة باجتيازنا الكثير من الفرق الأوروبية التي كانت تمتلك المقوّمات التي ترجّحهم للفوز علينا"، يوضح مرقص.
ففي هذا الإطار، فإنّ المحاور التي كانت تتبارى عليها الفرق، هي مواضيع تُناقَش في الاتحاد الأوروبي، ويورد مرقص "نحن اللبنانيين بعيدون عنها، كالذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة وغيرها، لكنّنا تفوقّنا بمعرفتنا الواسعة على فرق أوروبية، إلى درجة أن شكّلت براعة فريقنا قلقاً وتوجّساً لدى الفرق الأخرى حتّم عليها تحضيرات إضافية، على ما صرّحوا به لنا"، و"هذا بحدّ ذاته قيمة معنوية كبيرة لنا ولجامعتنا".
وسيكون موضوع المناظرة النهائية "سرد تاريخ القارات"، وسيخوض الطلاب هذه المناظرة بالكمّ المعرفي الهائل الذي يحملونه، بينما "لبنان حتى الآن غير قادر على كتابة تاريخه"، كما يقول مرقص.
تجدر الإشارة إلى أنّ أعمار الشباب تراوح ما بين 21 و22 عاماً وسيتخرّجون الشهر المقبل من مرحلة الإجازة في الحقوق.