عندما يتّسم عملنا بالشّغف والإصرار، لا بدّ أن تبصر أحلامنا النّور يومًا.
ما إن وطأت قدماي مقرّ لجنة الأمم المتّحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغربي آسيا (الإسكوا)، في اليوم الأوّل من الدّورة التدريبيّة، حتّى اعتراني شعورٌ غريبٌ أعجز عن وصفه. ليس الشعور الذي يسير في عروقك عندما تحطّ الطائرة في وجهتك، وإنّما ذلك الذي يقشعر بدنك وتنحبس أنفاسك له حين تقلع الطائرة وتبدأ رحلتك التي لطالما حلمت بها وخطّطت من أجلها.
لقد عملت لثلاثة أشهرٍ في قسم المؤتمرات مترجمةً ومدقّقةً لغويّةً بين اختصاصيّين متميّزين بكفاءتهم كما بروحهم الطيبة وحيويّتهم. ولفتني أنّ معظمهم من خرّيجي مدرسة التّرجمة في بيروت، الأمر الذي زادني فخرًا واعتزازًا بمدرستي الحبيبة. بالإضافة إلى ذلك، تسنّت لي المشاركة في مؤتمراتٍ عدّةٍ هيمنت عليها الأنشطة التفاعليّة.
بين اليومين الأوّل والأخير من هذه الدّورة، اكتسبتُ ما يوازي سنين من الخبرة، وذلك بفضل الإرشادات المشبّعة بالعمل الدّؤوب وحبّ العطاء والتقدّم. واطلعتُ في خلالها على خفايا مهنةٍ إنسانيّةٍ وثقافيّةٍ هي اختبارٌ يوميٌّ متجدّدٌ، لعلّ عبيرها يفوح في مسيرتي المهنيّة.
Hanine Jaafar
M1- Traducteur rédacteur