شاركت جامعة القدّيس يوسف في بيروت إلى جانب 14 جامعة عربية في أعمال المؤتمر العربيّ الأول للتصميم الشامل للتعلّم من تنظيم مركز الدمج ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة قطر.
عُقدت جلسات المؤتمر على امتداد أربعة أيّام من 14 إلى 17 نوفمبر 2021، من خلال "تقنية الاتّصال المرئيّ، وتحت شعار "مستقبل التعليم الشامل في الدول العربية"، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في عدد من الجامعات ومؤسّسات التعليم العالي في العالم العربيّ. وقد أتاحت هذه التقنية الفرصة أمام المهتمين في جميع أنحاء العالم العربيّ للتعرف على أحدث الاكتشافات والابتكارات، والبحوث في مجال التصميم الشامل للتعلّم، والتكنولوجيا المساعدة في التعليم، وبرامج التعلم الإلكتروني، وحلول التكنولوجيا التعليمية.
أما الجامعات المشاركة إلى جانب جامعة قطر الداعية للمؤتمر فهي: جامعة القدّيس يوسف في بيروت؛ الجامعة الأميركيّة في بيروت؛ جامعة بغداد؛ الجامعة الهاشمية؛ جامعة تونس؛ جامعة الكويت؛ جامعة الخليل؛ جامعة حلوان؛ جامعة اليرموك؛ جامعة السلطان قابوس؛ جامعة قاصدي مرباح؛ الكليّة الجامعيّة للعلوم التطبيقيّة؛ جامعة منوبة؛ جامعة الجزائر2؛ ومعهد الدوحة للدراسات العليا.
الجلسة الافتتاحيّة
افتتح المؤتمر يوم الأحد في 14 من نوفمبر بكلمة ترحيبيّة من رئيس جامعة قطر الدكتور حسن بن راشد الدرهم اهتمام جامعة قطر بذوي الاحتياجات الخاصة وهو اهتمام ينبع من حقوقهم الأساسية التي يكفلها القانون تضعها الدولة على رأس أولوياتها حيث مكن هذا الاهتمام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فقد وفرت الجامعة الدعم للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة سواء في تصميم المباني التي تجعلهم يصلون إلى المحاضرات والمرافق الجامعية بيسر وسهولة في كل الحرم الجامعي كما تم إعداد التصميمات التقنية التي تشركهم في أي برامج تقدمها الجامعة ، وقال رئيسها الجامعة إن جامعة قطر أسست في العام 2007 قسمًا خاصًا بذوي الاحتياجات الخاصة تم تطويره بعد ذلك في العام 2014 ليصبح مركزًا لدمج ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة قطر وهو المعني بتنظيم هذه الفعالية الهامة.
تخلّلت الجلسة الافتتاحيّة كلمات قصيرة لرؤساء الجامعات المشاركة لا سيّما لرؤساءالجامعة الهاشمية (الأردن)، جامعة الخليل(فلسطين)، وجامعة القدّيس يوسف في بيروت (لبنان).
رئيس جامعة القديس يوسف
أكّد رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ في كلمته المسجلة على أهمية التعاون بين الجامعات واستعداد الجامعة للمزيد من تبادل الخبرات وقال: "ما أحوجنا، اليوم إلى بناء جسور الصداقة والتعاون، لنواجه الأزمات والتحدّيات التي تحيق بنا جميعنا. نلتقي اليوم بمسعى وتنظيم من مركز الدمج ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة قطر العزيزة، وبالشراكة مع أربع عشرة جامعة عربية، وهنا لا بدّ من التوقف على الأمور الآتية:
أولاً: أهمية هذه المبادرة المُقامة "عن بُعدٍ"، في إعادة الصلّة بين الباحثين والأكاديميين، للتفكير العميق في التصميم الشامل للتعلّم وتطوير الرؤى حوله وتشجيع البحوث العلميّة الخاصّة بهذا المجال.
ثانيًا: تكمن أهمية هذا المؤتمر في تحقيق فعل اللقاء، وإن كان اللقاء افتراضيًا، والنقاش وتبادل الخبرات، بهدف تسخير الإمكانات للنهوض ببرامج التصميم الشامل للتعلّم.
ثالثًا: يشكل المؤتمر مناسبة لتسليط الضوء على العمل المشترك والمتآزر بين الجامعات العربيّة، وهذه نقطة جوهريّة، نثمنها ونثني على المبادرين والمشاركين فيها.
رابعًا: نولي ذوي الاحتياجات الخاصّة الاهتمام اللازم لينطلقوا في الحياة، بحيث أفردنا برنامجًا متكاملاً من سنتين للتدريب واكتساب الكفاءات والمهارات وتمكينهم بالطاقات المتلائمة مع وضعهم ومتطلبات سوق العمل. وقد تمّ تخريج فوج من اثني عشر طالبًا السنة الفائتة، وستلحق بهم أفواج هي قيد التعلّم".
وأشار دكّاش إلى "أن جامعة القدّيس يوسف في بيروت، من خلال مشاركتها في جميع لجان المؤتمر، تؤكّد مرّةً جديدة على متابعة رسالتها التعليميّة والتربويّة في محيطها العربيّ، وعلى الإشعاع والتميّز في هذا المحيط، ولها في كلّ بلد عربي متخرجون أوفياء لجامعتهم الأمّ، كما تؤكّد انفتاحها للتعاون والمشاركة مع جميع الجامعات العربيّة لتحقيق التقدّم المرجو في التصميم الشامل للتعلّم من أجل مستقبل تعليميّ عادل لا يستثني أي فئة من فئات المجتمع". وختم كلمته بتجديد الشكر لجامعة قطر والقائمين على المؤتمر والمشاركين فيه.
الشيخة حصّة
ثمّ كانت مداخلة للشيخة حصّة بنت خليفة آل ثاني، مبعوث أمين العام الجامعة العربية للشؤون الإنسانية والمقرّر الخاص للأمم المتحدة لشؤون الإعاقة سابقًا – عن أهمية هذا المؤتمر في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في النُظُم التعليميّة وقال إنه حصلت تطورات كبيرة في هذا المجال وتمت الكثير من الالتزامات الأخلاقية والقانونية أصبحت بموجبها الدول ومن ضمنها الدول العربية تقدم تقارير منتظمة إلى اللجنة الدولية الخاصة بالإعاقة توضح فيها كل دولة ما قامت به في سبيل الدمج وفي هذا الإطار تعمل كافة الدول العربية بشكل مهم ، وأكدت الشيخة حصة أنه كان هناك عمل دؤوب موضحة أنها اطلعت على كلّ مأتم في الدول العربية وفي قطر خاصة منذ العام 2002 حيث تمت مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية التنمية والتحصيل العلمي وممارسة حياتهم بشكل طبيعي وتمّ التنافس في تقديم التسهيلات لهم ومن ضمنها على سبيل المثال في قطر سهولة الوصول للمباني التعليميّة والمرافق العامة وتهيئة البنية التحتية من خلال تعميم التصميم الشامل، والحقّ في تأسيس الحياة الأسرية وغير ذلك من الحقوق الأساسية للأفراد.
ثم تحدّث الدكتور محمد الطراونة، الرئيس المؤسس للجنة رصد الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، هيئة الأمم المتحدة، المفوضية السامية لحقوق الإنسان - المملكة الأردنية الهاشمية.
أهداف المؤتمر
عن أهداف المؤتمر قالت الأستاذة فاطمة يوسف الكواري، المشرف العام على المؤتمر: إن الهدف الرئيسي من التصميم الشامل للتعلم هو إزالة الحواجز المادية والرقمية والتعليمية التي تعيق عملية التعلم وتمكين جميع الطلبة ذوي القدرات المختلفة للوصول الى مرحلة "المتعلمون الخبراء". سيعقد المؤتمر بشكل افتراضي، مما يمنح المهتمين في جميع أنحاء العالم العربي الفرصة لاستكشاف أحدث الممارسات التعليمية والتطبيقات العملية للتصميم الشامل للتعلم.
وكان المنظمون قد أعلنوا جملة أهداف للمؤتمر أبرزها:
تقديم مقاربة علمية شاملة لعملية التعليم والتعلم من مختلف التخصصات المعنية في دعم الابعاد المختلفة للتعليم لمركزية المتعلم؛ تسليط الضوء على التجارب العربية وتبادل الخبرات بين الجامعات العربية في مجال دمج الطلبة ذوي الإعاقة ضمن إطار التصميم الشامل للتعلم. إذكاء الوعي بمبادئ التصميم الشامل للتعلم كإطار علمي يهدف الى الارتقاء في التعليم في العالم العربي. إذكاء الوعي في مجال إمكانيات الوصول المعمارية والنفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة. إذكاء الوعي في مجال التعلم القائم على الدماغ؛ تشجيع البحث العلمي في مجال التصميم الشامل للتعلّم؛ تقديم حلول عملية للنهوض ببرامج التصميم الشامل للتعلم في العالم العربيّ.
وقد جمع المؤتمر في حضوره قطاعات واسعة من القيادات الإدارية والتعليمية في مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي، أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، المعلمون في التعليم العام والتربية الخاصة، الباحثون والمهتمون في موضوع المؤتمر، طلبة الدراسات العليا، ومؤسسات التكنولوجيا المساعدة والنفاذ الرقمي بالإضافة الى المؤسسات العاملة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة من كافة انحاء العالم العربي، إضافة الى مشاركات مؤسسات دولية مثلGoogle, Banner, Blackboard, Microsoft.
وكانت توزّعت محاور المؤتمر الأربعة على أعمال التي توزعت على أربعة أيّام.
مشاركة جامعة القديس يوسف في بيروت
إضافة إلى كلمة رئيس الجامعة في الجلسة الافتتاحية شاركت جامعة القدّيس يوسف في المؤتمر من خلال كافة لجان المؤتمر:
اللجنة التوجيهيّة: الدكتورة ميشيل أسمر، مشرفة برامج دعم ذوي الحاجات الخاصّة؛ الدكتورة وداد وازن، مديرة وحدة التكنولوجيات للتعليم الرقميّ، والأستاذة ميريام غصن.
اللجنة العلميّة: الدكتورة ميشال أسمر.
اللجنة التنظيمية والتدريب والمعارض: الأستاذة ميريام غصن.
اللجنة الإعلاميّة: الأستاذة ندى عيد منسّقة الإعلام والتواصل باللغة العربيّة.
وكانت ترأست الدكتورة أسمر إدارة جلسة في اليوم الثاني من المؤتمر، حول "واقع ممارسة أعضاء هيئة التدريس في جامعة السلطان قابوس مبادئ التصميم الشامل للتعلّم"، و"دور جامعة حلوان في دمج الطلبة ذوي الإعاقة ضمن إطار التصميم الشامل للتعلم "مركز التميز بجامعة حلوان نموذجًا"، و"التعليم الافتراضي في التدريس الجامعي (بين إيجابياتها وسلبياته) جامعة الجزائر «2» نموذجًا".
كما شاركت الطالبة ضحى خالد خروب من جامعة القدّيس يوسف في حلقة نقاشية عالجت موضوع "تحديات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العالي وحلول التصميم الشامل للتعلم"، بمشاركة طلاّب من مختل الجامعات العربيّة.
توصيّات المؤتمر
عقدت الجلسة الختامية في اليوم الرابع والأخير في 17 تشرين الثاني 2021 حيث أعدّت اللجنة المشرفة على صياغة بيانًا ختاميًّا سيصدر رسميًا عن إدارة المؤتمر في الأيّام القليلة المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن التنظيم المتقن والمحتوى الغني الذي تميّزت به جلسات المؤتمر، وقد حرص المنظمون على تأمين نقل وقائع الجلسات بلغة الإشارة بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الفئات المستهدفة.