فاز الدكتور الشيخ سامي ابو المنى بمنصب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز لمدة ١٥ سنة خلفاً للشيخ نعيم حسن الذي انتخب عام ٢٠٠٦.
سماحة االدكتور الشيخ سامي ابي المنى شخصية قيادية وموسوعة علمية وقامة ادبية ودينية وتربوية وسيرة ذاتية حافلة بالخبرات والمواقف المشرفة.
وقد هنأ رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت، البرفسور سليم دكاش اليسوعي باسم الجامعة وباسمه، الدكتور ابي المنى على انتخابه مبديا ً فرحه ومساندته له، معبّرا ً عن فخره بانتخاب الدكتور ابي المنى في المنصب الاعلى في طائفة الموحدين، موجها ً اليه رسالة تقدير ودعاء من الفكر والقلب بآيات روحية ومتمنيا ً له التوفيق بمهمته الفضلى السامية وأن يحضن شعبه اهل التوحيد بالحكمة الرشيدة والفكر النيّر.
وكتب الدكتور انطوان افرام سلامة باسم كلية العلوم الدينية ومعهد الدراسات الاسلامية المسيحية :
مستحقٌّ يا مولانا أن تعتلي مشيخة العقل، أرفع مقام في المذهب، وانت قد مضيت صعودا ً في سلّم المعراج، على خطى أولئك العقّال الذين أبهروا الرحّالة والمستشرقين بتقواهم وعبادتهم وزهدهم وتقشّفهم. مستحقٌّ يا شيخنا أن تستوي في الرئاسة الدينيّة التي تمثّل الإمامة، فتقع عليك فريضة الإرشاد والوعظ والتوجيه، كما يقول كمال جنبلاط في تقديمه "أضواء على مسلك التوحيد" لمكارم، بأنّ لهذه الزّعامة، "ولاية تنظيم ورعاية المصالح الشرعيّة والروحيّة الظّاهرة للجماعة، وولاية القسط فيما بينهم بالعدل" (ص 20). مستحقٌّ يا سامي أن تسمو على المقامات، فتضفي على الألقاب التاريخيّة معانيها، خصوصا ً تلك التي سكبت على "شيخ العقل" بأنه "شيخ العصر" و"شيخ العقّال" و"شيخ المشايخ" (أبو شقرا، الحركات في لبنان، ص 189).
أنت كنت وستبقى من أولئك الثّقات الذين لا يتركون اللفّات أو العمامات تكبرهم، بل هم من يكبرونها بأخلاقهم وفضائلهم، تماما ً كما توجّه بذلك الشيخ أبو محمد جواد وليّ الدين (ت1433ه/2012م) إلى الشيخ أبوسعيد أمين أبو غنّام خلال تتويجه بالعمامة المكوّرة، أو كما ردّ شيخ العقّال أبوعلي يوسف بردويل على الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير بأنّ "الكرامة ليست للعمامة" (أبو رسلان، سيرة سماحة شيخ العقل، ص 65).
فالتزامك الدينيّ، ومسعاك الحواريّ، وتركاتك الفكريّة، تشهد أنّك أهلٌ لتحمل رسالة الأمير السيّد جمال الدّين عبدالله التنّوخي (ت 884 ه/1479م) وقد مضيت على منهاجه، وهوالذي وصفه ابن سباط في تأريخه بأنّه "كثير اليقظة، عذب المنطق، فصيح اللسان، خفيف الخطره، متمهّل الاعتدال، وقورٌ في مجالسه، ثابتٌ في مواقفه..." (ص878)؛ فلك يا أبا المنى التبريكات الكثيرة.
وسماحة الشيخ أبي المنى هو أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية، ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز في لبنان، وهو عضو في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وفي ملتقى الأديان والثقافات للحوار والتنمية، ومشارك في نشاطات ومنتديات العديد من الهيئات الحوارية والتربوية والثقافية والاجتماعية، وعضو مؤسس في اتحاد المؤسسات التربوية في لبنان، وهو أديب وشاعر. كما وأنّه قد حاز على إجازة تعليمية في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية في بيروت عام 1980، ودراسات عليا، وعلى ماجستير في العلاقات الاسلاميّة المسيحيّة من معهد الدراسات الإسلامية المسيحية في الجامعة اليسوعيّة في بيروت عام 2011. ونال عام 2016 شهادة الدكتوراة في العلوم الدينية بدرجة جيد جدا مع توصية بالنشر من جامعة القديس يوسف كلية العلوم الدينية في الجامعة نفسها في موضوع "الحوار الاسلامي المسيحي في لبنان رؤية الموحدين الدروز". من قناعاته الثابتة :"الحوار هو السبيل الارقى لتحقيق السلام".