عادةً ما يصبو المترجم إلى وظيفةٍ مرموقةٍ يوظّف فيها مهاراته اللغويّة والترجميّة والشخصيّة. وعادةً ما يرنو المترجم الطالب، أمثالنا، إلى منصبٍ صعبِ المنال ألا وهو العمل في منظمة الأمم المتحدة. لكّننا في مدرسة الترجمة في بيروت، حظينا، يومَ الثلاثاء الواقع فيه 30 آذار 2021، بتجربةٍ فريدةٍ من نوعها؛ فقد وطأت أقدامنا مقرّ لجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغرب آسيا (الإسكوا) وظفرنا بيوم عملٍ كمترجمين ومديري مشاريع ومدققين لغويين في آنٍ معاً.
ففي إطار الوحدة التعليميّة " أخلاقيات الترجمة وإدارة مشاريعها"، وبفضل التعاون الوطيد والقديم مع الإسكوا، أناطت بنا هذه الأخيرة مهمّة ترجمة مستنديْن من الانكليزيّة إلى العربيّة. بدورنا، انقسمنا إلى 8 مجموعاتٍ ترأس كلّاً منها مديرٌ للمشروع حلّ همزة وصل بين زملائه المترجمين والشخص المعنيّ في الإسكوا.
وتخلّل يوم العمل هذا انعقاد عدّة اجتماعاتٍ افتراضيّة، تارةً بين أعضاء المجموعة الواحدة وطوراً بين مديري المشاريع، كي نحرصَ على تسليم ترجمةٍ متناسقةٍ من حيث المصطلحات المُختارة ومترابطةً من حيث الأفكار والأقسام. وأخيرًا، ما إن انتهت كلُّ مجموعةٍ من الترجمة والمراجعة حتّى أرسل مديرُ المشروع المستند إلى الإسكوا.
كما استلمنا... سلّمنا. إلّا أنّنا ما بين الاستلام والتسليم، نعمنا بتجربةٍ لا نظير لها ذقنا فيها حِصْرِمَ العمل في الإسكوا على أمل أن يقطفَ أحدٌ منّا ثمار جهده ومسعاه ويفوز بدورةٍ تدريبيّة وعملٍ لاحقٍ في هذه المنظمة العريقة.
Yara Baydoun
M2 - Traducteur du domaine des banques et des affaires