عقد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية مؤتمرًا تربويًا تحت عنوان "أولويتنا الإنسان وسلاحه العلم"، في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، حرم الابتكار والرياضة، بحث في الأزمة الراهنة وسبل إنقاذ العام الدراسيّ 2021-2022، بمشاركة أمين عام الحزب وأعضائه وبحضور ومشاركة رئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، ووجوه تربوية وصحافيين ومهتمين.
دكّاش
ركّز البروفسور دكّاش في كلمته على وجوب إنقاذ العام الدراسيّ برغم قساوة الأزمة وصعوبة المرحلة اقتصاديًا واجتماعيًا وسط الأزمة أخلاقية التي تشهدها البلاد، وبعد عرضه لواقع القطاع التربوي من خلال المدارس والجامعات الرسميّة والخاصّة على حدّ سواء، قدّم أربع فِكَرٍ مترابطة، أي أنها يجب أن تنفّذ مع بعضها البعض لمواجهة الواقع والخروج من الأزمة وهي:
أوّلا: تغليب منطق الرابط الاجتماعيّ على الرابط الماليّ حيث ممكن ذلك لتخفيف الثقل عن كاهل الأهلين واتّخاذ القرار بعدم استثناء أحد من التعليم. في هذا المضمار، يُنشَأ صندوق عامّ سياديّ تضامنيّ تؤمّنه مساعدات المقيمين المقتدرين والمنتشرين اللبنانيين وذلك لتأمين المِنَح للعائلات الأكثر عوزًا في المدرسة الخاصّة وكذلك بشكل إعانات للمدرسة الرسميّة والتي تحدّدها مكاتب المساعدات الاجتماعيّة في المؤسّسات المدرسيّة، على أن تُدفَع لصندوق المدرسة مباشرة.
ثانيًا: تشبيك المدارس بعضها بالعض الآخر، المدارس الكبرى النخبويّة بالمدارس الصغرى لخلق شبكة تضامنيّة بين الجميع بحيث تأخذ المدارس القادرة على عاتقها مستوجبات الصُغرى.
ثالثًا: الاستمرار في الضغط لكي يتمّ تحرير الجزء اللازم من مبلغ الـ 860 مليون دولار أميركيّ دعمًا للتجهيزات وأجور الأساتذة في المدارس وللوقود بموجب خطّة شفّافة يشارك فيها كلّ القطاع الخاصّ.
رابعًا: المشكلة، ولا أريد أن أسمّيها مشكلة، من سيقود هذه العمليّة الرياديّة وسط الضباب السياسيّ والانهيار الأخلاقي القائمّ! أعتقد أنّها ستكون لجنة مشتركة من ثلاثة أطراف: وزارة التربية وبما تمثّله، واتّحاد المدارس الخاصّة، ورابطة جامعات لبنان وأعضاء من المجتمع المدنيّ ليستطيعوا القيام بهذا العمل الضروريّ لإنقاذ لا السنة الدراسيّة فقط بل التربية في لبنان".
وختم معتبرًا أن نجاح هذه العملية سيكون " مفتاحًا للولوج إلى عمق الأزمة التي تعصف منذ سنوات بالتربية وبالتعليم والتعلّم، بحيث يتواصل العمل لتطوير الرؤية لأيّ تربية وأيّ مواطن نريد، وبالتالي لتأهيل الإدارات واستعادة المناهج والبرامج والكتب المدرسيّة، وتطوير قدرات الأساتذة والمعلّمين، وتأهيل الأبنية وكتاب التاريخ والتربية الوطنيّة والتعليم المختصّ، وجعل المدرسة نواة لتعزيز التعدّد اللغويّ الأساسيّ في عالم اليوم، وتثبيت المعلوماتيّة اختصاصًا يكتسبه كلّ تلميذ وطالب، وتأهيل الخدمات التربويّة".
عيسى
أما أمين عام حزب الكتلة الوطنيّة السيّد بيار عيسى فرأى من جانبه أن "الهدف اليوم أن نتساعد لمحاولة إنقاذ السنة الدراسية 2021-2022"، وقال: "دعونا نرى ماذا حصل في سوريا حيث الخسائر بمئات مليارات الدولارات، ولكن سيأتي يوم وتنتهي الحرب وسيجدون المال للإعمار، ولكن كل مليارات الدنيا ليس بإمكانها تعويض خسارة علم وتربية جيل بأكمله".
وأضاف: "إذا بقي حكّامنا غافلين عن هذه الأزمة الوجودية، فنحن لن نستسلم"، ختم مذكّرًا بشعار: "سنعيد بناء دولتنا "دولة من الأول وجديد".
وتخلّلت المؤتمر كلمات لكلّ من السادة: الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، ورئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسميّ نزيه جباوي، ورئيس اتّحاد هيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة ريمون الفغالي، والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق، ونقيب المعلمين في المدارس الخاصّة رودولف عبود، والخبير الباحث في "الدوليّة للمعلومات" محمد شمس الدين، والاختصاصيّة النفسيّة دانيال بيشون، كما شارك في ورش العمل خبراء وأساتذة وصحافيون متخصّصون في التربية.