حلاوة الأم، كلمات ونكهات في صفحات تنضح حبًّا

الاثنين 29 آذار 2021
Collaborateurs
  • النهار


تحت هذا العنوان كتبت الزميلة في جريدة النهار اللبنانيّة رلى معوّض عن مبادرة ظهرت في عيد الأمّ، وهدفها مساعدة طلاّب جامعة القدّيس يوسف في بيروت لإكمال دراساتهم في ظلّ الأزمة الاقتصادية الحادة.

وهنا المقالة كاملة:

براعم آذار تفتحت على "#حلاوة الأم"، نكهات ممزوجة بالمشاعر والكثير من الحنين انتجت وصفات لحلويات تناقلناها من الجدة الى الأم ثم الينا، وكلمات حب وتجارب أراد دار النشر "كلمة - آر ليبان" الاحتفال بها على طريقته من خلال "ملحمة امتنان لوجه الأم"، بصفحات تنضح حباَ تشرّبته مع كل وصفة او كلمة، تأخذ القارئ في رحلة ممتعة الى اماكن حميمة في الذاكرة.

 

اخبرتها ابنتها عايدة ان في السنة الاخيرة لقسم الآداب الفرنسية في جامعة القديس يوسف، طلاباً ليس بامكانهم دفع القسط الجامعي لاكمال عامهم الدراسي في ظل الغلاء المستشري، خصوصا بعد عام خلط الاوراق بعضها ببعض، مكبلاً الاهل الذين وضعوا اموالهم بالليرة اللبنانية في المصارف. وبعد اتصال مع مدير قسم الآداب الفرنسية في جامعة القديس يوسف الدكتور كارل عقيقي، اقترحت عليه صاحبة دار النشر نضال حداد عملاً جماعيا ًمُهدى الى الامهات، ويعود ريعه بالكامل لمنحة للطلاب كي يتمكنوا من اكمال دراستهم في هذا التخصص، كما اوضحت لـ"النهار"، فوافق خصوصا ان للكلية صندوقاً لمساعدة الطلاب "فيار دو ليتر"، فكتب مقدمة الكتاب متحدثاً عن الأم والربيع والفرنكوفونية. 

 

71 مشاركة ومشاركاً قدموا 23 وصفة من الحلويات، بينهم طهاة اشتهروا بوصفاتهم، وكذلك اشخاص شغفهم الطبخ ووصفات الحلويات، واشتهروا بما يقدمونه على وسائل التواصل الاجتماعي، و48 نصاً باللغة الفرنسية، وبعضها باللغة الانكليزية والعربية، لاطباء وصحافيين واساتذة ادب وطلاب وكتّاب وغيرهم ضمّهم كتاب من القطع الوسط، زيّن الربيع غلافه برسمة لنضال حداد تشعر معها "بولادات لا متناهية، ورود من مختلف الاشكال والاحجام متناغمة اردت من خلالها تقديم رسالة امل وجمال". 

هذه الفنانة المرهفة حاولت مع كتّاب آخرين ان تجسد في كتاب "حلاوة الام"، الام في كل نواحيها: الغذاء الروحي والغذاء الجسدي. فنانة خلوقة لا تنطق الا لتقول الجمال ولا تفعل الا لتجمع الطاقات الايجابية في مشروع يعود ريعه كل مرة الى جهة محتاجة. عالمها يشبه الربيع الدائم، هناك حيث تسكن، لا مكان لليأس عندها. مشاريع تتلاحق على رغم المأساة التي نعيشها. فبعد كتاب عن بيروت غداة انفجار المرفأ في 4 آب الماضي عاد ريعه الى الصليب الاحمر اللبناني، تعود اليوم بتحية للامهات وبكتاب زينته الكلمات فرحةً بالربيع والأم والفرنكوفونية، يعود ريعه الى حراس الكلام المرهف طلاب قسم الآداب الفرنسية. اختارت اجمل النصوص "لكل ما تجسد الام من عطاء لذاتها ولصبرها وحبها غير المشروط وتجددها الدائم كالربيع، فهي الحياة بملحها وحلاوتها". وضعت دار النشر التابعة لها في خدمة لبنان "طالما هو بحاجة الى ذلك"، هي المؤمنة بانه سينهض على رغم الظروف القاهرة والكوارث المتتالية، ولكنه "بحاجة الى العمل والعناية الفائقة، وكذلك الى العدالة المستقلة"، مصرّة على ان الثقافة ستنير دربه بقناديل الكلمات.

وصفات ونصوص متناغمة تكمل بعضها البعض، فيها الكثير من المشاعر الحلوة، خصوصا اننا نتكلم عن الام، وصفات تعلّمها البعض من امهاتهم، وُضعت في كتاب نشعر من خلال صفحاته بالحلاوة وحب الام، كيف لا وهو مهدى اليها ومستوحى من حلاوة كل ما قدمته في سبيل اولادها. وصفات وكلمات قدمت صلاة للجمال، تقديرا لحب لامتناهٍ، لا تسعه الكلمات، يدغدغ فينا الحنين الى حضنها دوما. 

يمكن الحصول على الكتاب من مكتبة انطوان اونلاين لداخل لبنان، وللخارج عبر موقع "مايد ان لبانون دوت كوم".