يوم الأحد 14 شباط 2021 أصدرت جريدة النهار عددًا خاصًّا تحت عنوان: " #خلصنا_نزيف - عدد خاص من "النهار"... اغضبوا، اكتبوا، ولا تستسلموا" كتب فيه عدد كبير من المثقفين والفنانين والناشطين اللبنانيين، رئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ شارك بهذا المقال:
الأب سليم دكّاش
رئيس جامعة القديس يوسف
في ثلاثة أمور،
أوّلاً، لن أنتظر #حكومة ولا توبة من السياسيين. بل أدعو لاسترداد #الثقة على مستوى قوى #المجتمع ومؤسّساته الحية. استرداد ثقة اللبناني بمستشفاه، بمدرسته، بجامعته. كلّ شيء يحدث لضرب هذه الثقة ببعضنا البعض وكأنّما لا نستطيع أن نخرج من الهوّة. الثقة هي اولا بالعناية الإلهيّة عندما ينهار سقف البيت على قاطنيه. والثقة هي ثانيا ثفة بالنفس منبعها الايمان بأن قيم الوطن لن تموت والثقّة المتبادلة بين الأشخاص حول الأهداف المشتركة. اللبناني يعيش اليوم وكأنّه فقد جزءا من كرامته. فغاية استرداد الثقة هي أن يشعر اللبناني بأنّه من أهل #الكرامة وليس مجرّد صفرا في الهامش.
ثانيًا: التضامن من الجميع للجميع وبين عناصر المجتمع كافّة وخصوصًا من الذي لديه القدرات الماديّة والمعنويّة والمعرفيّة تجاه الذي فقد الكثير من إمكانيّاته وأصبح تقريبًا على قارعة الطريق. ولا تضامن حقيقي من جانب مؤسّسات وقوى المجتمع الأهلي والمدني من دون رؤية ومن دون تضحية. الرؤية تكمن في تثبيت اللبناني واللبنانيّة، شيبًا وشبابًا وخصوصا الشباب في البقاء في أرضهم ومساعدتهم على مختلف المستويات بالتعليم وبالعيش الكريم. كل المؤسسات يمختلف انواعها التي تحمل صفة الوطنية والتي لا تبغي ربحا كما الأفراد من شأنهم ربط القول بالعمل والله عز وجل يصف من لا يربط القول بالعمل بخبيث من الخبثاء,
ثالثًا: في استكمال مسيرة الثورة أوّلاً على الذات وبما فيها من خنوع وفساد، الثورة ثانية على الارتهان والمرتهنين بكسرة النون والمرتهنين بفتح النون، إذ إنّ جزءًا غير يسير من شعبنا يعيش من دولة الارتهان ولا شيء غير ذلك. تعالوا نفك الدولة عن الارتهان بمختلف معانيه. الارتهان يفقدنا حريّتنا الفكريّة والاجتماعيّة والفرديّة ويقلّل من العصبيّة الحقّ وهي عصبيّة المواطنيّة اللبنانيّة. والثورة، ثالثًا على أمر يمسّ جوهر الهويّة اللبنانيّة أي خطر ذلك المستوى الهابط في علاقاتنا الاجتماعيّة وكذلك ابتعادنا عن المحافظة على الجودة والتميّز في مؤسّساتنا التربويّة والجامعيّة والثقافيّة التي لمئة سنة خلت خرجت الرياديين فخرنا.
لماذا؟
بكلّ بساطة لأنّي من هذا الوطن الذي أريد أن أكتب تاريخي الشخصي والجماعي على صفحاته ولن أتركه في وقت يتألم ويشتدّ عليه الظلم المتفلت والحزن والضياع!