Objectif :
إنّ تبدّيات أحداث العنف الصّاعد والمنتشر في المنطقة العربيّة، واتّساع رقعة العنف الراديكالي الدائر في مناطق الصراع يجعلانا نبحث عن أسباب هذا العنف واتساع رقعته بشكل مضطرد. إن الصراعات الراهنة، المضمرة والعلنية، تشكل المسوّغ الرئيس لممارسة العنف. وهناك فرضيات تقول أن جوهر الصراع وأصله يعودان إما لعوامل دينية أو عوامل سياسية. فمن جهة، التزمت الديني الذي انتهجته بعض الجهات، وشكّلت منه رؤية دينية متطرفة حاولت فرضها على الآخرين بالقوة، قد تكون قد وفّرت مساهمة كبيرة في تأجيج الصراع الدائر. ومن جهة ثانية، قد تكون الأنظمة السياسية القمعية الحاكمة قد قدّمت مساهمة أخرى. ما يجعلنا نقول بأن العنف ظاهرة بشرية مركبة لها جوانب دينية وسياسية واجتماعية واقتصاديّة ونفسية. والمكوّن الأبرز ظاهريًا في الممارسة العنفية هو الجانب الديني لأنه ينطوي على تجليات الأمراض النفسية والأزمات الاجتماعية، وهو الأكثر قابلية للاستغلال من قِبَل السياسيين، والقوة الداخلية الأكثر حميمية ودفعًا، خاصة في المجتمعات المتدينية مثل المجتمعات الشرق أوسطية.
إن جل اهتمامنا هو الناحية الدينية ودورها في تشكيل الرؤية الدينية المتطرفة ومساهمتها في ممارسة العنف. هذه الرؤية المتطرفة وما يتبعها من رفض للآخر المختلف وانتهاك لحقوق الإنسان، وعنف يُمارس بحق الضعفاء والمقهورين تنبع من قراءة معينة للنصوص الدينية. وأساس هذه القراءة نظرة القارئ للنص الديني. فإن كان يعتبره مقاربة مطلقة للحقيقة غير قابلة للنقاش شيء، وإن كان يعتبره مقاربة نسبية للحقيقة شيء آخر. يشكل النص الديني المرجعي أساس الهوية الدينية ومصدر الثقافة الدينية والرؤية الكونية للفرد، فهو إذًا في قلب الإشكالية الكبرى إذا صح التعبير، كون هذه الإشكالية الكبرى تنطوي على علاقة النص المقدس المرجعي بالعنف الدائر في المنطقة.
Langue(s) d'enseignement :
Arabe
Récurrence :
Forme :
Présentiel
Lieu :
Campus des sciences humaines
Nombre d'heures :
9.00 heures
Droit d'inscription :
0 payables à la banque Audi ou au secrétariat de l'institution
Personne à contacter :
CIEŚLIK s.j. Marek (Wlodzimierz)