في ظلِّ عصرِ النهضةِ التي يشهدها عالمُنا الحالي، تُفتَح أماكنٌ جديدةٌ لتفعيلِ الاقتصادِ وعالمِ التجارةِ. وبالفعل، ظهرَ النورُ في آخرِ نفقِ الأزماتِ والأوبئةِ والحروبِ والنزاعاتِ، وبدأ العالم يبدي شغفًا للعيشِ واللهوِ والعملِ والفرحِ من جديدٍ. لكن، أمامَ هذه المعادلةِ الجميلةِ والمشجّعةِ، تقع الطبيعةُ ضحيّةً بعدَ قطعِ أشجارِها ومحو جمالها من أجلِ الإعمارِ والإنماء. فتتداعى الأشجارُ بدويٍّ مروّعٍ وهي تتخلّى عن شموخِها وتُقطَع عن جذورِها، وتهبطُ أوراقُها باكيةً بينما تُفصَل عن أغصانِها التي تفترشها دومًا، وتُنفَى الزهورُ بعيدًا وهي تودّع ألوانَها وتفاصيلَها التي لبستها من جذورها ، وتتخبّط الأرضُ وتضطرب فيما تحاول إنقاذ أولادِها وجنى عمرها من أغصانٍ وأوراقٍ لأشجارٍ وثمارٍ. ما من مساحاتٍ كافيةٍ للإعمارِ والبناءِ، لكن تحفل المدن والشوارع بأمكنةٍ مهجورةٍ ومبانٍ مهمشة يمكن إعادةُ إعمارِها وتفعيلها من جديدٍ. وإن رغبنا بموقعٍ محدّدٍ للبناء، يمكن مزجه بعناصرِ الطبيعةِ نحو إدخالِ الأشجارِ في أساسِ البنيةِ، أو زرع زهور وورودٍ في الزوايا، أو افتتاحِ المكان في أحضانِ الطبيعةِ، فقد ضجرنا من التصاميم الداخلية المملّة والتي تتكرّر في معظم الأمكنة كالألوان الباردة الداكنة بالإضافةِ إلى التفاصيلِ العادية التي تفتقد للحيوية. ومن ناحيةٍ أخرى، ومع تزايد البناءِ والإعمارِ، تتزايد نسب التلوّث، كتلوّث الهواء وتلوّث البيئة، من خلال تدمير عناصرها ونفث جراثيم ومواد ملوّثة. صح اللقمة طيبة، لكن الطبيعة عم تبكي، فلنتعلّم وندرس كيفية تحقيق أهدافنا بالوسائل السليمة غير المدمّرة.